()لم أكن يوماً أشتهي البكاء وحين عرفتك هَطلت كسحابة محملة عطراً مغردة بالغناء لم أكن أبكي حزناً بل امتناناً بالعطاء تهاديت أمامك كنسمة تَعبُ أنفاسك لتعطر بها الأجواء لم أكن يوماً أحفظ الأسماء تمر على ذاكرتي كعابر سبيل لا يستطيب له البقاء يأخذ ما يريد ويغادر دون ترك علامة أو أمل باللقاء وحين طبعت اسمك في ذاكرتيلم يكن فعل اعتباط بل بأمر من السماء لم أكن يوماً أجيد الغناء تعبر مسامعي تهتز لها مشاعري دون أن تترك في داخلي أصداء وحين عرفتك أصبح صوتي يصدح بالغناء … في كل زاوية وكل شارع أوزع اللحن على دروبه البيضاء فيرقص قلبي معبراً عن حالة هناء … لم أكن يوماً أجيد فن الإغراء فشعري مرفوعيناشد الحرية ينادي وهيهات أن أسمع النداء صدري مغطى بستار وحجاب أخاف كشفه فيكون سبباً للإغواء وحين رأيتك تحرر شعري تناثر كخيوط الشمس يضيء الأرض بنور السماء رفع صدري لافتة حررني … فأني أشعر بالعناء لم أكن يوماً أحيا بصفاء حولي تمتد عصوراً تغطيها رمال الصحراء فاقدة الهوية مجهولة الأسماءأحاول خلف جدرانها إيجاد احتماء وكل ما حولي ينذر بالفناء وحين دخلت مدينتي أزلت التراب من الهواء شفيت الأطفال والنساء أقمت معابد … أجريت ينابيع ماء احتضنتني … فأدركت حينها أني غابة خضراء لم أكن يوماً أتوقع لجرحي الشفاء فمررت بيدك على جرحي فنام ينعم بالبراء لم أكن يوماً لم أكن … وحين أتيت أوجدتني من العدم ضمنت لي البقاء .