القومـــية أم القمعيـــــة

موضوع: القومـــية أم القمعيـــــة 1/8/2011, 2:38 pm

القومية أم القمعية

في بداية الخمسينات وبعدها في الستينات والسبعينات كانت القومية العربية في أوجهه قوتها ،إذا أن المفكرين العالميين يقولون ان الأمة المهزومة بعد كل هزيمة دائما تفتش عن ذاتها متراجعة للخلف محصورة التفكير والمنهج،بعد حرب 48 نمت فكرة القومية العربية في الدول العربية وبالأخص في مصر ام الدنيا .
حيث بعد ثورة يوليو52 وبزوغ فجر عبد الناصر واعلاءه لفكرة القومية العربية ،اصبحت الشعوب العربية متعلقة جهلا بفكرة وطن قومي عربي ،اذ انه على مدار التاريخ لم يجتمع العرب تحت لواء عروبتهم بتاتا ،حيث انه قبل مجيء الاسلام وقدوم محمد علية الصلاة والسلام كانت العرب شعوبا وقبائل متفرقة تقاتل بعضها البعض تتنازع عشائريا وفقا لعاداتها وتقاليدها البالية والمتخلفه نوعا ما ،ولأن عبد الناصر كرزماتي ورجل قادر على الهام الجماهير واشعالها ثورة ونبضا استطاع شحن الشعوب وتوجيه طاقاتها لأجل وطن قومي عربي يجتمع فيه كل العرب في مقاومة دولة بني صهيون.
وفي مقالتي هذه سأكون واضحا جدا وضوح الشمس ،فلست بشيخ ولا متدين ولست متطرفا اسلاميا ولا من دعاة الدولة الاسلامية بمفهومها الحالي ،أود ان اشير إلى ان الاسلام هو من جمع العرب ووحدهم وقوى كلمتهم في وجه جميع الامبراطوريات المجاوره للعرب ،ولكل من يقول ان القومية هي الهدف الأول ،فهنا أخط قلمي وبكل جرأه وأقول له : سيدي أنت على خطأ .. فما اجتمعت العرب سابقا الا تحت لواء دينهم وما قواهم الا اسلامهم وليست القومية الا فكرا ضئيلا عبثيا امام جبروت الدين وطغيانه،فالدين اقوى جامع للامم واقوى محفز دنيوي ،وما تفرق العرب وما ضعفوا الا نتيجة ضعف دينهم في حياتهم ،فالعرب يأتون ثانيا وقوميتهم تاتي ثانيا وليست الا مكملة لدين محمد ،فإن كان الله اعز العرب بمحمد ودينه فهذا شأن رب الارباب ،ولكن ان نتجاهل الدين في سبيل اعلاء كلمة القومية العفنه واحياء بعض العادات الدفينة الميته التي ما زادتنا الا تخلفا .
وفي ميزان القومية ام القمعية ،اتحدث هنا عن عبد الناصر واضطهاده للمجتمع المصري ،فعبد الناصر مارس كل صنوف الدكتاتوريه في سبيل بقاء الحكم القومي الوحدوي العفن ،الذي ما جر علينا الا انتكاسات وخيمه ببدايتها نكسة حزيران 67 وعنجهية عبد الحكيم عامر وغباء القيادة المصرية القومية انذاك ،وقمع عبد الناصر لجميع مؤسسات المجتمع المدني وجميع الاحزاب والتنظميات المختلفه معه نظريا او فكريا ،بداية بالاخوان المسلمين ،التي شن عليها عبد الناصر حربا ضروسا كان من ابشع نتائجها اعدام سيد قطب أروع مفكر مصري عرفتة بلاد الكنانه.
ومما لا شك فيه ، ان عبد الناصر رجل قومي كرزماتي كما ذكرت سابقا قادرا على السيطرة على مخيلة الشعوب "وهذا يحسب له" ومع ان كثيرا سيخالفونني الرأي ،فإن جهنم الشورى او جهنم الديمقراطية تبقى افضل وأرقى مدنيا من جنة الحكم العربي القومي الدكتاتوري، فمن عبد الناصر الى صدام حسين "بعيدا عن شخصية صدام انا احاكم بعض افعاله" بنفس قومي قوي .. دخل صدام حسين حربا بشعه مع ايران الفارسية وكبد العراق ألآلأف الشهداء ولن اتحدث عن الخسائر المادية والماليه كي لا أوصف بالمقامر ،حيث ان صدام حسين المزهو بنفسه كان يتزعم دولة نظامها دكتاتوري متخلف فكريا يقودة رجل بقبضة من حديد،وبعد انتهاء حرب الخليج الأولى ومن فكر قومي مغرور بقومية اعطى صدام حسين لنفسة الحق وبصفة أبو القومية العربيه بعد رحيل عبد الناصر ،اعطى لنفسه الحق في غزو واحتلال دولة عربية اخرى هي الكويت ،فعن أي قومية عربية تتحدثون.؟!
فأقام الدنيا وما اقعدها،فخرج العرب من حرب الخليج الثانية عربانا متقاتلة متفرقة ،واضعف القضية الفلسطينية وتراجعة علاقات الشعوب مع بعضها البعض ،فالبعض مع والبعض ضد ،وما زادتنا القومية الا بؤسا وفرقة.
وايضا لا بد من الاشارة للعداء التاريخي بين حزب البعث العراقي وحزب البعث السوري وهما يتشاركون في القومية التي يدعون وينظرون لها ، فإن كان منظرو القومية مختلفون فكيف ستتفق العامه على قوميتهم !!!
فعراق صدام كان يكره سوريا الاسد ، وكلاهما يتأمر على الاخر ويحشد معارضة كل بلد ضد الاخر ،وها هو اليوم سيد القومية العربيه في الالفيه الثالثه ،طفل عبد الناصر معمر القذافي يحصد رؤوس شعبه كالاغنام ويعود ويكرر مأساة عبد الناصر في قمع محتجيه ومعارضيه من باب ابقاء الحكم القومي العفن والمتخلف، وايضا بشار الاسد الذي يتزعم حزب العبث العربي السوري "القومي" يمارس صنوف الوحشية والارهاب ضد شعبه .. فعن أي قومية تتحدثون أيها القومجيون !!!؟؟
وفي محصلة الأمور .. يتضح لنا ان القومية كانت شعارا فارغا فقط لإبقاء الشعوب في حالة سكر وخمول تام عن دكتاتورية انظمتهم ،ولإخفاء عيوبهم القبيحة فاوالله ما حررت قوميتهم شبرا وما اخافت افكارهم غربا !
انهم جبناء يتسترون تحت مصطلحات عامه شعوبنا متلهفة لها جهلا او خوفا ، فوحدة سوريا ومصر ما جلبت شيئا وعداء مصر والسودان على مناطق حدودية اثناء حكم عبد الناصر ما قربت شعبا ، ولكي اكون حياديا وصاحب منطق في كلامي ، اريد ان اوضح ان القومية جميلة لو كان الاسلام يزينها فهي تبقى عاملا تابعا لا مستقلا ،فلو كانوا يخافون ربهم ما وصلنا لهذه الحالة المتردية ولا اصبحنا في قاع البئر .
نهاية .. انا لست ضد القومية بمفهومها الشائع ولست بذاك العبثي الذي يهدم امال الشعوب .. فإنني والله عربيا افتخر بعروبتي وأصلي البدوي ،ولكنني أكره من ارجعنا لزمن أبا جهل واورثونا تلك المفاهيم المتخلفة والرجعية وابعدونا واحكموا فينا كل الافكار الغربيه والشرقيه الغريبة عنا وعن ديننا ... فما زدنا إلا بؤسا !
على هذا أبقى وأنهي كلامي .

بقلم :رائد أبوأسعد

فعلا الدين الإسلامي هو من رفع الأمة . ولكن لا ادري ان كان سيرفعها مرة اخرى.

يا سيد رائد اولاً اشكرك لانه موضوع جدير بالقراءة وثانياً اريد ان اعقب لو سمحت لي او اعلق المهم انا اتفق معك ان الاسلام وحد العرب ضد من جولهم بالماضي ولكن يا اخ رائد بموت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدأت فتن ومؤامرات امتدت الا زمننا الحاضر ودمرت الأمبراطوريه الأسلاميه وانا لا انكر هنا دور الدين الأسلامي في تقدم الأمه العربيه في شتى مجالات الحياة ولكن الدين بحاجة الى وعي بفحواة لا ان نتمسك بقشورة وبحاجة الى فكر جديد يدعمة ويساندة لان الدين وحدة لايكفي في زمن التقدم العلمي الهائل ومن هنا برزت الأفكار القوميه وبدأ من عبد الناصر وانتهائاً بحزبي البعث واللذان اهدافهما الوحدة والحريه والأشتراكيه والتي لاتتعارض مع الدين الأسلامي لانه نادى بها ولكن نحن مشكلتنا بمن ملكوا تنفيذ هذة الافكار فالفكر القومي لاغبار عليه ولا يتعارض مع الأديان كافه ولكن المشكله هي نفسها من زمن الخلفاء الى زمننا هذا هي القيادة الفاشله والتي يتحمل الشعب مسؤوليه وجودها وقد لاحظتم كم هي هشه هذة الأنطمة امام المد الشعبي وبأختصار يا اخ رائد القوميه لا تتعارض مع الدين أبداً

محمد البطران ، ان تنصروا الله ينصركم
فالا ، كلامك سليم ،العرب كشعوب وليس كقيادة تفرقت بعد موت النبي لعدم حسمها لامر الخلافه.

شكرا لمروركم