في زحام الحياة المتلاطم وفي معمعة المصالح المتشابكه وفي ظل انحسار المبادئ والقيم لا بد من وقفة تسائل مع الذات ، هل نحن نعيش لنجمع الاموال ام نعيش لهدف اسمى من الدنيا وما فيها ويستحق التضحية في سبيله ؟ .
انا شخصيا لا اعيش هذا الانفصام ولكن ومن خلال احتكاكي بالناس المس نماذج لم اكن اصدق انه يمكن تواجدها في هذا العالم .
تجد المناضل السابق وصاحب التاريخ يندم على ما قدمه في سبيله قضيته لانه ببساطه ما طلعلو شي وهذا الندم ناتج من الانحدار الذي وصلته القضية وممن استلموها ، لا يفسر هذا النوع من البشر بغير ان ثقافة المثل السيء الي معو قرش بيسوى قرش هي المتحكمه في موازين هذا الزمن .
تجد ان المثل العليا لاطفالنا وشبابنا هي حيتان المال القذره وتجار الشعوب والاوطان كيف تحولت ثقافة تربيتنا لابنائنا من انو الطفل كان يقول لما بدو يكبر راح يدخل جيش التحرير مشان يقاتل اسرائيل او بدو يصير ضابط مثل جمال عبد الناصر لحتى يحرر هالامة او بدو يصير دكتور مثل جورج حبش او كاتب مثل غسان كنفاني او امام مثل عز الدين القسام ، كيف محيت هذه الثقافة واستبدلت بدي اطلع فنان مثل احمد حلمي او مغني مثل عبد الله بالخير او رجل اعمال مثل سلام فياض او رجل دولة مثل سعد الحريري كيف تقزمت المثل العليا لدينا الى هذا الحضيض انها ثقافة الماده المنحطه التي لا تعرف مبادئ وقيم بل تعرف ان فلان لديه سيارات وعقارات اذن هو ناجح ، لا هو محنط وليس ناجح لان النجاح هو بمقدار العطاء لمجتمعنا .
كيف يمكن تفسير ان من كان معدما وفقيرا ولكنه مستور عندما يصبح بقدرة قادر ذو مال ينتقم من ماضيه ويحتقر الفقراء الذي شاركهم احزانهم وحرمانهم سنوات تجده اشد البشر احتقارا للفقر والفقراء وتجده اشد الناس تمسكاً بالبرجوازية وكانه ولد برجوازياً ولم يكن في يوم معدوما هذا هو ما يسمى عقدة النقص في علم النفس فلو كان الذي تغيرت احواله راضيا بما كان يعيشه في ماضيه لما نتج لديه كل هذا الحقد على ماضيه وما يذكره به .
انها ثقافة الماده التافهه التي يظن معتنقها انها ممكن ان تصنع له دورا في مجتمعه وتنسي الناس ماضيه وسيئاته ، هي ممكن ان تخدع من هم مثله ولن تشمل الكل وسيبقى هناك من يرفض هذه الثقافة ويبقى متمسكا بالقيم لعل الناس تستفيق وتجير رأياً عاماً كبيرًا لاقتلااع ثقافة العفن من جذورها .
قالت فيروز من كلمات شاعر فلسطيني ولكن المكان غير المكان ولكن يجوز القياس " يا صوتي ضلك طاير زوبع بهالضمائر ، ذكرهن علي صاير بلكي بيوعى الضمير " .