قالت لي : أنت رجل رائع ..!
قلت لها: شكرا على لطفك وحسن كلامك..
فقالت لي : أنا لا أجاملك كي تقول هذا .. أنت بالفعل رجل رائع ..!
فقلت لها : ................
فقالت لي : لماذا لا تجيب على قولي؟
قلت : وبماذا تريدينني أن أجيب.. لقد شكرتك فلم تقبلي .. فصمت عل الصمت يكون ردا.
فقالت: أن تقول بأنني أيضا امرأة رائعة !
فقلت : وان كان هذا ليس حقا على الأقل من وجهة نظري .. فهل ستسحبين رأيك في روعتي..؟
قالت : كل الرجال يقولون مثل هذا للنساء حتى أنصاف الجميلات منهن دون أن يسمعوا منهن إطراء!!
قلت : أنا للأسف لا أعرف النفاق يا سيدتي !!
قالت بانفعال: تقصد أنني لست جميلة ..!!
قلت: أقصد بالضبط أني لست معنيا بتصنيفك جماليا أو أنثويا.. أنا معني كثيرا بالتصنيف العقلي ، وأنتي في هذا الصدد امرأة عادية ..!!
قالت: كوني امرأة عادية عقليا فهذا ليس عيبا أنا أتحدث بعدم اهتمامك بتصنيفي جماليا رغم أني أتردد عليك منذ أسبوعين
وأتعامل معك عن قرب!!
قلت : ربما لأنني إذا صنفت النساء المتعاملات معي جماليا فهذا يعني بأنني في حالة اختيار لأفضلهن ..
وأنا ليس في عقلي ولا في قلبي جزء خال أستطيع تأجيره أو تمليكه لإمرأة أخرى .. !!
قالت : إذا هناك امرأة أولى ؟!
قلت لها بتعجب: وهل يمكن لرجل سوي أن يعيش بلا إمرأة..؟
قالت بسخرية : ومن هي تلك المرأة التي استطاعت أن تستأثر بعقل وقلب الرجل الرائع يا سيدي ، وإياك بأن تقول لي بأنها زوجتك !!
قلت لها بلامبالاة : انها هي بالفعل يا سيدتي ولا أحد سواها !!
قالت: الذي أعرفه ان كل الأزواج يبدؤون بالملل من زوجاتهم بعد سنوات قلائل من الزواج ، حتى لو كانت الزوجة في جمال الموناليزا !!
قلت: ليس كلهم يا سيدتي ...
قالت : إذا لنقل بعضهم..
قلت: ربما..
قالت : ولم لا تكون انت واحد من بعض هؤلاء ؟
قلت لها وكأنني سألقي محاضرة : لأن علاقتي بزوجتي هي علاقة رجل يحب امرأة وليست علاقة رجل يمتلك زوجة..!!
قالت بغيض: قد تكون امرأتك تستحق هذا ... لكن النساء كما تعرف كالورود أشكال وألوان ولكل منها طعم مختلف وعبير مختلف ..
ولا بد أن تتوق إلى غير امرأتك من الأشكال والألوان الأخرى من من حين لآخر!!
قلت: رؤيتي لقائمة الطعام في مطعم لا تعني أنني لن أطلب أكلتي المفضلة .
قالت: أكلتك المفضلة ولكنها ليست أكلتك الوحيدة..
قلت لها وقد ضقت بحوارها: أنت تتناولين الأرز في كل يوم ومع هذا لا تملين.!
قالت وقد بدأ صبرها ينفد : هل تقصد أن زوجتك تكفيك عن كل النساء الأخريات مهما كان جمالهن!!
قلت لها بفلسفة تعمدت أن تحوي درسا في الأخلاق: أقصد أن كل رجل يمكن أن تكفيه امرأته إن هو أخلص في إعطائه لها ..
وإن هو أخلص في استقبال عطائها له !
قالت: هذه أول مرة في حياتي أرى فيها رجلا يكتفي بامرأة واحدة !
قلت لها بحكمة : العفة ليست استثناء يا سيدتي .. غير ذلك هو الاستثناء.
قالت: وأنا .. ماذا عني وقد تورطت في إعلان رأيي فيك ورغبتي في أن ..
قلت لها بتهكم : لا بد من أن لك رجل يكفيك..
قالت وهي تحاول الظهور بمظهر المظلومة في الحياة : وإن كان رجلي لا يفعل وينظر لأخرى غيري ؟
قلت: هداه الله .. وهداك أيضا إلى الكيفية التي تحتفظين بها برجلك دون أن يحتاج إلى النظر لأخرى!!
قالت: الرجل بعامة والرجل الشرقي بخاصة لا يحتاج سببا كي ينظر إلى غير امرأته ..فالرجل بطبيعته فارغ العين أو كما تقول جدتي :
"عينه ما يملاها إلا التراب"
قلت لها بهدوء : الرجل ليس خائنا بطبعه يا سيدتي .. الرجل يحتاج إلى ألف سبب كي يخون امرأته !!
قالت : أليس الملل من الوتيرة التي لا تتغير كل يوم هو سبب واحد يعادل ألف سبب؟؟
قلت لها : المرأة الذكية هي التي تعرف كيف لا تجعل الملل يعرف طريقه إلى نفس رجلها.
قالت : وهل ينبغي على المرأة أن تصير (بلياتشو) أمام رجلها كي تقدم له كل يوم لونا مختلفا لا يبعث على ملله؟؟
قلت : ألا يستحق الاحتفاظ به أن تفعل ذلك أمامه؟
قالت: لقد جررتني إلى ما ليس بي رغبة في مناقشته ،أنا قلت لك في البداية أنك رجل رائع ، وهذه هي أول مرة أغازل فيه رجلآ ولا يستجيب!!
قلت لها بوقار : الحمد لله الذي ثبت قلوبنا على ما يرضيه !!
قالت باندفاع هيستيري: حسنا ، طالما قلت عما يرضي الله فأنا أريدك أن تتزوجني ، أليس هذا هو ما يرضي الله ؟ ها أنا ذا قد قلته فما رأيك؟؟!!
قلت وقد أفزعني العرض المتبجح: أنا بكل أسف أرفض هذا العرض يا سيدتي ، لإنني رجل لم يخلق إلا لتسكن قلبه إمرأة واحدة ، وتشغل
عقله امرأة واحدة وهذه المرأة موجودة بالفعل في قلبي وفي عقلي !!
قالت بانكسار : في القلب مقاعد عديدة تصلح للجلوس طوال الرحلة !!
قلت والبلاغة تداعب غروري : ليس في القلب غير مقعد واحد من الدرجة الأولى!!
قالت: حسنا .. أنا ارتضي السفر فيه واقفة ..
قلت لها وقد بدأت أكشر عن أنيابي : وأنا لا أرتضي للأميرة التي تجلس على هذا المقعد أن يعكر صفو رحلتها وفرة تزاحم الواقفات حولها!!
قالت باشمئزاز مفتعل : إلى هذا الحد تحرص عليها ؟!!
قلت لها : نعم.. وأيضا احرص على سمعة قبطان طائرة القلب.. وعلى سمعة شركة الطيران!
قالت : أهي تستحق كل هذا منك .. وأنت الذي لم أر أكثر روعة وثقافة وبلاغة ورجولة واتزانا منك؟!!
قلت : نعم .. وان لم تكن تستحق فعلى الأقل .. أنا والشركة نستحق.
قالت : إلا تخشى الهبوط الاضطراري في منتصف الرحلة للتزود بالوقود الذي يعين على اكمالها؟!!
قلت لها بانفعال : طائرتي من النوع الذي يتزود بالطاقة الشمسية أثناء الرحلة ، ولا حاجة بها إلى الهبوط في أي مطار ما دمت لا أنوي تغيير خطة السير.
قالت : جرب جزءا من الرحلة معي .. وسوف تعرف الفارق.!!
قلت لها هامسا : الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
قالت : وأنا لا أوقظها يا سيدي.. أنا أحييها من العدم .
قلت لها : العدم الذي أصاب حياتك لا يعني أن حياة الآخرين هكذا.
قالت باستعلاء : حياتي ليست عدما .. لكني اخترتك فاخترت لها العدم .
قلت لها : وانا للأسف اخترت طائرتي ..وراكبتي الوحيدة.. وخط سيري.
قالت وهي تتهيأ لمغادرة المكان بانفعال: انتبه فأنا عنيدة .. ولن أتتركك تفلت بطائرتك مني!!
قلت لها : تلزمك اذا عملية انتحارية !
قالت بجرأة : سأفعلها..
قلت لها مهددا : ستكونين أول الضحايا.
قالت وهي تعطيني ظهرها : أنا لم أعتد التردد حتى لو كانت النهاية غير مأمونة .
قلت لها باستهتار : اذا ستظل الكلاب تعوي بينما القافلة ..
قالت بحدة : أقسم لك أنني سأجعل القافلة تبكي دون عواء حولها!!
قلت : انا واثق أن الراكبة الوحيدة لقافلتي قادرة على مسح دموع القافلة .. وستترك الكلاب تموت بغيظها .. دون عواء!!
قالت وهي على الباب : منك لله .. لقد جعلتني أكرهها كما لم كره أحدا من قبل جعلتني أكرهها قدر حبي الذي فكرت في أن امنحه لك !!
قلت لها وأنا أغلق الباب خلفها : وأنا أيضا .. ازدت حبا لها قدر كراهيتك