غبــــــــــــــار الدنـــــــــــــــــيا

غبــــــــــــــار الدنـــــــــــــــــيا


لماذا لا يأتينا الغبار

وقد تحولت قلوب بعضنا إلى قطع سوداء مشحونة بالغل والحقد والحسد؟

لماذا لا تنعدم رؤيتنا

ونحن نرى فقراءنا يزدادون فقراً أمام أعيننا، وأموال قادرينا تبذر في أمور إن لم تكن محرمة فهي تافهة؟

لماذا لا نصاب بضيق التنفس


وقد ابتلينا بأقوام جعلوا حياتهم وحياة أولادهم مرهونة بالريال، أعلنوا العبودية لسيدهم، فلم يسألوه من أين أتى من حلال أم من حرام؟!

لماذا لا تكثر أمراضنا،

وفي بعض بيوتنا والد يرفع كفيه كل لحظة، موجهاً سهام دعائه على فلذة كبده، الذي لم يرعى شيبته ويرد جزءاً يسيراً من حقوقه؟!
لماذا لا يعلن كل يوم عن موجة غبار

والأشقاء والشقيقات يتسابقون على المحاكم ليخونوا بعضهم ويتقاتلون على ميراث والدهم؟!


لماذا لا نصاب بالأمراض

وبعضنا دخل الوظيفة وهو لا يملك إلا ريالات معدودة، وما مضى إلا سنوات قليلة حتى بدأ يتكلم عن شقته التي في باريس ويخته الذي في لندن؟!


لماذا لا تتصحر الأرض ويغيب النبات
وبعض شبابنا لا ينظر إلى المرأة على أنها أخت وأن له أختا، بل يتعامل معها على أنها مجال لإشباع الشهوة، يسعى بكل وسيلة قذرة لإلقائها في حباله القذرة؟!

لماذا لا يتغير الجو


ومن بيننا من هو أمام الناس إمام من الأئمة الكبار، ومن خلف الناس شيطان رجيم لا يحل حلالاً ولا يحرم حراماً؟


لماذا لا تدفننا الأتربة

وهناك من يريد أن يبني مجده على أنقاض عقائد الناس وشرفهم وحيائهم وفضيلتهم؟!
لماذا نشتكي من الغبار

ونحن نعلم أن من بيننا الكذاب الذي جندنا أنفسنا للاستماع له ونشر كذبه، والظالم الذي يمارس ظلمه بسلطته أو بقلمه أو بلسانه ولا يجد من يقول له قف فقد آذيت، والمرتشي والغشاش والمزور ومن يسابق اليتامى والأرامل على صدقاتهم، ويراه البعض قدوة ومثالاً يجب أن يحتذى في أساليب كسب الريال بالحرام؟.

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

صدق الله العلي العظيم